ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا .. أيامَ صُغناها عبيراً للزهر والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر العمر ما أحلاه عند صفائهِ يوم بقربك كان عندي بالعمر إني دعوت الله دعوة عاشق ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر .. قالوا بأن الله يغفر في الهوى كل الذنوب ولا يسامح من غدر *** *** ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا من خان منا من تنكر .. من هجر ! فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر يوماً تحملت البعادَ مع الجفا ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟! *** *** ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟ ونظرتُ لليل الجحود وراعني الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر والأغنياتُ الحائراتُ توقفت .. فوق النسيم وأغمضت عين الوتر وكأن عهدَ الحب كان سحابةً عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر من خان منا صدقيني إنني ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟ فلتسأليه إذا خلا لك ساعة كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!
مازال حبك أمنيات حائرات في دمي أشتاق كالأطفال ألهو ثم أشعر بالدوار وأظل أحلم بالذي قد كان يوماً أحمل الذكرى على صدري شعاعاً كلما أختنق النهار والدار يخنقها السكون فئران حارتنا تعرب في البيوت وسنابل الأحلام في يأس تموت ونظرت للمرآة في صمت حزين العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين أصبحت بعد كالعجوز يردد الكلمات يمضغها وينساها ويأكلها ويدرك أن شيئاً لا يقال ما عدت أعبأ بالكلام فالناس تعرف ما يقال كل اللذي عندي كلام لا يقال
[أنا شاعر .. مازلت أرسم من نزيف الجُرح أغنية جديدة .. ما زلت أبني في سجون القهر أزماناً سعيدة مازلت أكتبُ رغم أن الحرف يقتلني ويلقيني أمام الناس أنغاماً شريدة .. أو كلما لاحت أمام العين أمنية عنيده .. ينساب سهم طائش في الليل .. يُسقِطُها .... شهيدة ...
تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام ماذا أبيع لكم ! وصوتي ضاع وأختنق الكلام ما زلت أصرخ في الشوارع أوهم الأموات أني لم أمت كالناس .. لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام مازلت كالمجنون أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام *** لا تسألوني الحُلم أفلس بائع الأحلام .. فالأرض خاوية .. وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار ماذا أبيع لكم .. ؟ وكل سنابل الأحلام في عيني دمار ماذا أبيع لكم ؟ وأيامي انتظار ........ في انتظار
واستراحَ الشـوقُ منـي .. وانزوى قلبي وحيداً .. خلف جدرانِ التمنـي واستكانَ الحـب في الأعماقِ نبضاً .. غابَ عنّـي آه يا دنـياي .. عشتُ في سجني سنيناً أكرهُ السجانَ عمري أكره القيدَ الذي يقصيك .. عني جئتُ بعدك كي أغنّـي تاه منّـي اللحنُ وارتَجَفَ المغنّـي خانني .. الوتـر الحزين لم يعُد يسمعُ منّـي هل ترى أبكيك حباً أم تُرى أبكيك عمراً أم ترى أبكي .. لأني صرتُ بعدك .. لا أغنـي *** آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ أجمعُ فيه نفسي !! رغم كل الحـزنِ عشتُ أراهُ أحلامي ويأسي .. ثم ضاع اللحـنُ منّـي واستكـانْ واستـراح الشوقُ واختنقَ الحنـــانْ *** حبنا قد ماتَ طفلاً في رفاتِ الطفلِ تصرخُ مهجتانْ في ضريحِ الحبّ تبكي شمعتانْ هكذا نمضي .. حيارى تحت أقدام الزمـانْ كيف نغرقُ في زمانٍ كل شيءٍ فيهِ ينضحُ بالهـوانْ
يقولون عني كثيرا كثيرا وأنت الحقيقة لو يعلمون لأنك عندي زمان قديم أفراح عمر وذكرى جنون وسافرت أبحث في كل وجه فألقاك ضوءا بكل العيون يهون مع البعد جرح الأماني ولكن حبك لا.. لا يهون * * * أحبك بيتا تواريت فيه وقد ضقت يوما بقهر السنين تناثرت بعدك في كل بيت خداع الأماني وزيف الحنين كهوف من الزيف ضمت فؤادي وآه من الزيف لو تعلمين * * * لماذا رجعت زمانا توارى وخلف فينا الأسى والعذاب بقاياي في كل بيت تنادي قصاصات عمري على كل باب فأصبحت أحمل قلبا عجوزا قليل الأماني كثير العتاب * * * لماذا رجعت وقد صرت لحنا يطوف على الأرض بين السحاب؟ لماذا رجعت وقد صرت ذكرى ودنيا من النور تؤوي الحيارى وأرضا تلاشى عليها المكان؟ لماذا رجعت وقد صرت لحنا ونهرا من الطهر ينساب فينا يطهر فينا خطايا الزمان؟ فهل تقبلين قيود الزمان؟ وهل تقبلين كهوف المكان؟ أحبك عمرا نقي الضمير إذا ضلل الزيف وجه الحياة * * * أحبك فجرا عنيد الضياء إذا ما تهاوت قلاع النجاة ولو دمر الزيف عشق القلوب لما عاش في القلب عشق سواه دعيني مع الزيف وحدي وسيفي وتبقين أنت المنار البعيد وتبقين رغم زحام الهموم طهارة أمسي وبيتي الوحيد أعود إليك إذا ضاق صدري وأسقاني الدهر ما لا أريد أطوف بعمري على كل بيت أبيع الليالي بسعر زهيد لقد عشت أشدو الهوى للحيارى و بين ضلوعي يئن الحنين وقد استكين لقهر الحياة ولكن حبك لا يستكين يقولون عني كثيرا كثيرا وأنت الحقيقة لو تعلمين
لا أفتح بابي للغرباء لا أعرف أحدا فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني أو ظلمة ليل أو سجان فالدنيا حولي أبواب لكن السجن بلا قضبان والخوف الحائر في العينين يثور ويقتحم الجدران والحلم مليك مطرود لا جاه لديه ولا سلطان سجنوه زماناً في قفص سرقوا الأوسمة مع التيجان وانتشروا مثل الفئران أكلوا شطآن النهر وغاصوا في دم الأغصان صلبوا أجنحة الطير وباعوا الموتى والأكفان قطعوا أوردة العدل ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان في هذا الزمن المجنون إما أن تغدوا دجالاً أوتصبح بئراً من أحزان لا تفتح بابك للفئران كي يبقى فيك الإنسان
السقف ينزف فوق رأسي والجدار يئن من هول المطر وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر ! في الوجه أطياف من الماضي وفي العينين نامت كل أشباح السهر والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ لكنه كل العمر .. لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي والأماني غائمات في البصر وهناك في الركن البعيد لفافة فيها دعاء من أبي تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر لكن أحزاني على الوطن الجريح وصرخة الحلم البريء المنكسر
تغير كل ما فينا..تغيرنا تغير لون بشرتنا ... تساقط زهر روضتنا تهاوى سحر ماضينا تغير كل ما فينا...تغيرنا زمان كان يسعدنا ...نراه الآن يشقينا وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا وشوق كان يحملنا ...فتسكرنا أمانينا ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا تغيرنا ....تغير كل ما فينا
إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا... ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا ... وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا... وقالَ بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا ... سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها... وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها ..ونُرضيها... فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها... وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟ وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .. وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا ... وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا وثغرك سوف يذكُرني ..إذا تاهت أغانينا وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا
علمتني الأشواقَ منذ لقائنا فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر وشدوتُ لحناً في الوفاءِ .. لعله ما زال يؤنسني بأيامِ السهر وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما مضت السنينُ أراهُ دوماً .. يزدهر وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر *** *** علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها وعرفتُ كيف تهزني أشواقي كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ كم شدني شوق إليكِ لعله ما زال يحرق بالأسى أعماقي *** *** أو نلتقي بعد الوفاءِ .. كأننا غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا يا من وهبتُكِ كل شيء إنني ما زلتُ بالعهد المقدسِ .. مؤمنا فإذا انتهت أيامُنا فتذكري أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا
(1) قد قال لي يوماً أبي إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب وغدوت تلعق من ثراها البؤس في الليل الكئيب قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان إن ضاقت الدنيا عليك فخذ همومك في يديك واذهب إلى قبر الحسين وهناك صلي ركعتين (2) كانت حياتي مثل كل العاشقين والعمر أشواق يداعبها الحنين كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين أو دعوة لله أن يرضى عليه لكي يرى .. جد الحسين قد كنت مثل أبي أصلي في المساء وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء أو أقرأ الكتب القديمة أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء (3) وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي وسط الضباب وفي الزحامِ يهزني في مضجعي ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب أحشاؤها حُبلى بطفلٍ غير معروف الهوية أحزانها كرمادِ أنثى ربما كانت ضحية أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل كم من دماء الناس ينـزف دون جرح .. أو طبيب لا شيء فيك مدينتي غير الزحام أحياؤنا .. سكنوا المقابر قبلَ أن يأتي الرحيل هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام ما أثقل الدنيا ... وكل الناس تحيا .. بالكلام (4) وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف ماتوا يريدون الرغيف شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام قد كان لي عقل يفجر في صخور الأرض أنهار الضياء لم يبق في الدنيا حياء قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني المجنونُ .. بين العقلاء قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء (5) دربُ المدينة صارخُ الألوانِ فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ أبتاه .. أيامي هنا تمضي مع الحزن العميق وأعيشُ وحدي .. قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق تتربع الأحزانُ في أرجائه ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق (6) ماذا ستفعل يا أبي إن جئتَ يوماً دربنا أترى ستحيا مثلنا ؟؟ ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب أين المفر؟ والعمرُ يسرع للغروب (7) أبتاهُ .. لا تحزن فقد مضت السنين ولم أصلِّ .. في الحسين لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء بالرغم منا .. قد نضيع بالرغم منا .. قد نضيع من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟ من يجعل الغصنَ العقيمَ يجيء يوماً .. بالربيع ؟ من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟ ( أبتاهُ بالأمس عدتُ إلى الحسين صليتُ فيه الركعتين بقيت همومي مثلما كانت صارت همومي في المدينةِ لا تذوب بركعتين
وتبكين حباً .. مضى عنكِ يوماً وسافر عنكِ لدنيا المحال لقد كان حلماً .. وهل في الحياةِ سوى الوهم - ياطفلتي- والخيال ؟ وما العمر يا أطهر الناسِ إلا سحابةُ صيفٍ كثيف الظلال وتبكين حباً .. طواه الخريف وكل الذي بيننا للزوال فمن قال في العمر شيء يدومُ تذوب الأماني ويبقى السؤال لماذا أتيت إذا كان حلمي غداً سوف يصبح.. بعض الرمال ؟
تعالي أحبك قبل الرحيل فما عاد في العمر غير القليل أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍ فعربد فينا زمانٌ بخيل *** *** حلمنا بأرضٍ تلم الحيارى وتأوي الطيور وتسقي النخيل رأينا الربيع بقايا رمادٍ ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراً رأيناه يوماً دماءً تسيل فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ فحبك عندي ظلالٌ ونيل وما زلتِ كالسيف في كبريائي يكبلُ حلمي عرينٌ ذليل وما زلت أعرف أين الأماني وإن كان دربُ الأماني طويل *** *** تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ وفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ أحبك واليأسُ قيدُ ثقيل وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني إذا تاه دربي فأنتِ الدليل *** *** إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل فإني خُلقتُ بحلم كبير وهل بالدموع سنروي الغليل ؟ وماذا تبقّى على مقلتينا ؟ شحوبُ الليالي وضوء هزيل تعالي لنوقد في الليل ناراً ونصرخ في الصمتِ في المستحيل تعالي لننسج حلماً جديداً نسميه للناس حلم الرحيل
ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ خلفَ قضبان الحياهْ وتعربدُ الأحزان في صدري ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي ويظل ما عندي سجيناً في الشفاه والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ وجدائل الأحلام تزحف خلف موج الليل بحاراً تصارعه الجبال والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي ويسقط ضوؤها خلف الظلالْ عيناك بحر النورِ يحملني إلى زمنٍ نقي القلبِ .. مجنون الخيال عيناك إبحارٌ وعودةُ غائبٍ عيناك توبةُ عابدٍ وقفتْ تصارعُ وحدها شبح الضلال مازال في قلبي سؤالْ .. كيف انتهتْ أحلامنا ؟ مازلتُ أبحثُ عن عيونك علَّني ألقاك فيها بالجواب مازلتُ رغم اليأسِ أعرفها وتعرفني ونحمل في جوانحنا عتابْ لو خانت الدنيا وخان الناسُ وابتعد الصحابْ عيناك أرضٌ لا تخونْ عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ عيناك نهر من جنونْ عيناك أزمانٌ ومرٌ ليسَ مثل الناسِ شيئاً من سرابْ عيناك آلهةٌ وعشاقٌ وصبرٌ واغتراب عيناك بيتي عندما ضاقت بنا الدنيا وضاق بنا العذاب *** ما زلتُ أبحثُ عن عيونك بيننا أملٌ وليدْ أنا شاطئٌ ألقتْ عليه جراحها أنا زورقُ الحلم البعيدْ أنا ليلةٌ حار الزمانُ بسحرها عمرُ الحياة يقاسُ بالزمن السعيدْ ولتسألي عينيك أين بريقها ؟ ستقول في ألمٍ توارى صار شيئاً من جليدْ .. وأظلُ أبحثُ عن عيونك خلف قضبان الحياهْ ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ إن ثار في غضبٍ تحاصرهُ الشفاهْ كيف انتهت أحلامنا ؟ قد تخنق الأقدار يوماً حبنا وتفرق الأيام قهراً شملنا أو تعزف الأحزان لحناً من بقايا ... جرحنا ويمر عامٌ .. ربما عامان أزمان تسدُ طريقنا ويظل في عينيك موطننا القديمْ نلقي عليه متاعب الأسفار في زمنٍ عقيمْ عيناك موطننا القديم وإن غدت أيامنا ليلاً يطاردُ في ضياءْ سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ أن يرجع الإنسانٌ إنساناً يُغطي العُرى يغسل نفسه يوماً ويرجع للنقاءْ عيناك موطننا القديمُ وإن غدونا كالضياعِ بلا وطن فيها عشقت العمر أحزاناً وأفراحاً ضياعاً أو سكنْ عيناك في شعري خلودٌ يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ عيناك عندي بالزمانِ وقد غدوتُ .. بلا زمنْ
يا رفيقَ الدَّرب تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب يا رفيقَ العمر ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب آهِ من أيّامنا الحيرى توارتْ .. في التراب آهِ من آمالِنا الحمقى تلاشتْ كالسراب يا رفيقَ الدَّرْب ما أقسى الليالي عذّبتنا .. حَطَّمَتْ فينا الأماني مَزَّقَتْنا ويحَ أقداري لماذا .. جَمَّعَتنا في مولدِ الأشواق ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا لا تسلني يا رفيقي كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا نحن في الدنيا حيارى إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا حبّنا نحياه يوماً وغداً .. لا ندرِ أينَ !! لا تلمني إن جعلتُ العمرَ أوتاراً .. تُغنّي أو أتيتُ الروضَ منطلقَ التمنّي فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي هل ترى في العمر شيئاً غير أيامٍ قليلة تتوارى في الليالي مثل أزهارِ الخميلة لا تكنْ كالزهرِ في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر مثلما تُلقي الليالي عُمْرَنا .. بين الحُفَر فكلانا يا رفيقي من هوايات القَدَر يا رفيقَ الدَّرْب تاهَ الدربُ مني رغمَ جُرحي رغمَ جُرحي .. سأغنّي وبكده اكون نقلت ليكم مجموعه صغيره جدا لهذا الشاعر الكبير فاروق جويـــــــده ولكنها مجموعه مقربه الى قلبى جدا جدا ارجو ان تنال اعجابكم جميعا وتشعرون بما شعرت به