ف اخفت معالم بيته الصغير و اجتثت تلك
الشجره الجميله التى زرعها بيداه الصغيره
.. تلك
الشجره التى طالما جلس تحتها ليلتقط انفاسه بعد الركض مع رفاقه الصغار..
ما زال يسمع صوت الجرفات وهى تمحى معالم الشوارع وتلك البقعة الصغيره
التى كانت اجمل بقعة يعشقها فكان يلعب فيها مع رفاقه
ويرسم عليها حدود مدينته واسوار حديقته الشجريه
..التى لم تنبت بعد سوى بذور
هلاميه ..قتلت تلك الجرفات حديقته قتلت نبت طفولته وامحت معالمها
التى طالما احتضنت قدماه الصغيره ورنات ضحكاته وبقايا طفولته ..
وهنا ..تدفقت من جسده
الدماء واجهشت عيناه بالدموع ..
ليروى
شغاف شوقه وجذور أمله وجفاف
ارضه ف احرقت وجنتاه وخارت قواه ....
وحاول ان يقف ف لم يستطيع ..
حاول ان يقاوم الآلم ووضع يداه الصغيره المجروحه
التى
تنزف هى الاخرى جراح سنوات قد مضت
ومازالت الجراح تنزف بلا انقاطع
حاول ان
ينبش بتلك الايدى الصغيره
قبور ثلاث لأمه وابيه واخته التى لم تتجاوز ال عامان ..
حاول ان يفتح عيناه فى زعر وخوف شديدين لكن لم يستطيع ان يرى شيىء ابداً
لم يرى سوى
الظلام !!!فقط ظلام 00حاول ان يصرخ لكنهـ كان طفل لا يتقن فن الصراخ ..
لم تعلمه له امهـ ولم يحدثه عنه اباهكان لا يعرف متى يصرخ ولما وكيف!!
فقط كان لا يعرف سوى شىء واحد فقط ...
ان يكون طفل بقلب رجل لا يبالى بنباح الكلاب التى تنهش القبورحوله
ولا بالخنازير التى انتشرت فى ارضه لتقع على كل خبيث
كان لا يبالى بشىء ابداً وكان يصنع بتلك الايدى الرقيقه..
رصاص من الحجاره وصواريخ من الورق الملون ..
وقاعدة خشبيه ويتخيل نفسه قد قام بصنع صاروخ كبير وقام بأرساله الى هناك ,,,,
هناك عند تلك الحواجز وفى تلك المدينه الجميله التى ُسرقت ..
وتغيرت معالمها التى تقترب منهم جدا