محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم يؤمن المسلمون أنه آخر الأنبياء وخاتم المرسلين ,ولم يرسل إلى قوماً بعينهم بل أُرسل للناس كافة. وُلد في مكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الأول في عام يقال له عام الفيل الموافق يوم 22 إبريل سنة 571م
نسبه
هو رسول الله صلى الله عليه و سلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر(وهو الملقب بقريش) بن عدنان بن إسماعيل (علية السلام) بن إبراهيم (علية السلام),فهو من نسل نبي الله إسماعيل بن نبي الله إبراهيم أبو الأنبياء (عليهم السلام) ,أما أمه فهى أمنة بنت وهب بن زهرة بن كلاب وهى تعد أفضل امرأة فى قريش نسباً وموضعاً, فهو عربي قرشي تعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف وكانت من أعظم أسر العرب وذات مكانة عالية.
نشأته
نشأ (صلى الله علية وسلم) بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والدة عبد الله قبل ولادته بقليل ,واختار له جدة اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً فى العرب, وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر ,ولتقوى أجسامهم ,وتشتد أعصابهم ,ويتقنوا اللسان العربى فى مهدهم فاسترضع لة جدة امراة من بنى سعد تسمى حليمة السعدية وقد عاش فى بنى سعد حتى سن الرابعة من مولدة حتى حدثُ بما يعرف بحادثة شق الصدرفخشيت علية حليمة بعد هذة الوقعة حتى ردتة إلى أمة فكان عند أمة حتى بلغ ست سنين وقررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد وخادمتها وبينما هى راجعة إذ لحقها المرض فى أوائل الطريق حتى ماتت ,وأنتقل محمد( صلى الله علية وسلم) ليعيش مع جدة عبد المطلب لعيش يتيم ألاب والام وكانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيدة اليتيم ولثمانى سنوات توفى جدة أبو طالب بمكة ورأى قبل وفاتة أن يعهد بكفالة حفيد إلى عمة أبو طالب شقيق أبية ونهض أبو طالب بحق ابن أخية على أكمل وجة,وكان محمد فى بداية شبابة يرعى غنماً رعاها فى بنى سعد,وفى مكة لاهلها على قراريط ثم أنتقل إلى عمل التجارة حين شب.
زواجه بخديجة
اول زواج لمحمد بن عبد الله كان بخديجة بنت خويلد, امرأة تاجرة ذات شرف ومال,تستأجر الرجال فى مالها,وتضاربهم بشىء تجعلة لهم,وكانت قريش قوماً تجاراً,فلما بلغها عن محمد (صلى اللة علية وسلم)ما بلغها من صدق حديثة,وعظم أما نتة وكرم أخلاقة بعثت إلية ,وتعطية أفضل ما كانت تعطى غيرة من التجار,ولما رجع إلى مكة ,ورأت فى مالها من المانة والبركة مالم تر قبل هذا ,وجدت ضالتها المنشودة وكان الرؤساء والسادات يحرصون على زواجها فترفض فتحدثت بما فى نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحة أن يتزوج خديجة فرضى بذلك ,وتم الزواج وكان سنها إن ذاك أربعين سنة ,وهى أول امرأة تزوجها ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت وكل أولادة منها سوى إبراهيم ومات البنين كلهم فى صغرهم ,اما البنات فكلهن أدركن الاسلام فأسلمن وهاجرن,إلا أنهن أدركتهن الوفاة فى حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعدة بستة أشهرمن وفاته.
النبوة والعهد المكى
كان الشرك وعبادة الاصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش والجزيرة العربية قبل بعثة محمد(صلى الله علية وسلم)حيث كانوا يعكفون عليها و يلتجئون بها ويستغيثون فى الشدائدويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل الزنا وشرب الخمركما أن الجزيرة العربية قبل بعثة محمد كانت مجموعة من القبائل المتناحرة والمتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
غار حراء
لما تقارب محمد(صلى الله علية وسلم) سن الاربعين كانت تأملاتة الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينة وبين قومة ,وحبب إلية الخلاء,فكان يأخذ الماء و السويق,ويذهب إلى غار حراء على بعد نحو مياين من مكة فيقيم فية شهر رمضان ويقضى وقتة فى العبادة والتفكر فيما حولة من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة,وهو غير مطمئن لملئ علية قومه من عقائد الشرك ,ولكن ليس لدية طريق واضح ,ولامنهج محددولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه و كان اختياره لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله عز وجل له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ... دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله.
جبريل يتنزل بالوحى
جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه جبريل فقال: اقرأ: قال: (ما أنا بقارئ)، قال: (فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى، فقال: اقرأ، قلت: مـا أنـا بقـارئ، قـال: فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}[العلق:1: 3])، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: (زَمِّلُونى زملونى)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: (ما لي؟) فأخبرها الخبر، (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًافأخبره( رسول الله صلى الله عليه وسلم) خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى.وقد جاءة جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء والأرض،ففرمنه رعبًا حتى هوي إلى الأرض] فذهب إلى خديجة فقال: [زملوني، زملوني]، دثرونى، وصبوا على ماء باردًا)، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1: 5]) وهذه الآيات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاتة.
الدعوة
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات, حيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والأوثان،ولاأخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة ، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف،وممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة,وابن عمه علي بن أبي طالب وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم وصديقه الحميم أبو بكر الصديق. أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة.لما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون، وتتحمل عبء تبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها نزل الوحى يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعالنة الدعوة.
الاضطهادات
أعمل المشركون الأساليب شيئًا فشيئًا لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة، ,,ومن هذة الاساليب السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك, إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة و قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا: إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان,وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن،ومعظم شبهتهم كانت تدور حول التوحيد، ثم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد، ولكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، والحاصل أنهم لم يعلموا بأحد دخل في الإسلام إلا وتصدوا له بالأذى والنكال,حتى أنهم تطاولوا على النبى محمد وضربوة فى مرات عديدة إلا أن كل ذلك كان لايزيد النبى وأصحابة إلا قوة وإيماناً,ومما زاد الامر سواً أن زوجتة خديجة وعمة أبو طالب يموتان فى عاماً واحد وسمى هذا العام بعام الحزن وكان ذلك فى عام 619م.
الإســراء والمعــراج
فى عام 620م وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمـر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد، وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعـراج,حيث أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته،ثم قابل فى كل سماء نبى مثل يحيى بن زكريا و عيسى ابن مريم ، يوسف، إدريس ,هارون موسى ,إبراهيم ثم عرج بة إلى الله الجبّار جل جلاله، وفرض الصلوات الخمس فى هذة الليلة.
الهجرة
أصبحت الحياة فى مكة غاية فى الصعوبة وعلى درجة عالية من الخطورة حيث وصل الامر أن هناك عدة محاولات لاغتيال النبى محمد فبدأ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين ( لهم ) الله ما بعثه به حتى سنة 11من النبوة فى موسم الحج وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة، وكانوا ستة نفر من شباب يثرب وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه .وعداالشباب النبى (صلى الله عليه وسلم) بإبلاغ رسالته في قومهم وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي موسم الحج سنة 12 من النبوة، يوليو سنة 621م اثنا عشر رجلًا، التقى هؤلاء بالنبى صلى الله عليه وسلم عند العقبة فبايعوه بيعة عرفت ببيعة العقبة الاولى. وفى موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة يونيو سنة 622م حضر لأداء مناسك الحج بضع وسبعون نفسًا من المسلمين من أهل المدينة،فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في الشعب الذي عند العقبة وأن يتم الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل وقد وفع الاتفاق على هجرة النبى محمد وأصحابة إلى المدينة المنورة وعرف ذلك الاتفاق ببيعة العقبة الثانية. وبذللك يكون الإسلام قد نجح في تأسيس وطن له ,وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى هذا الوطن وبدأ المسلمون يهاجرون وهم يعرفون كل ذلك، وأخذ المشركون يحولون بينهم وبين خروجهم,فخرجوا حتى لمْ يبق بِمكة ,ِإلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَبو بكرٍ وعلي بن أبى طالب رضي اللهُ عنهما,هم المشرِكون بِرسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يقتلوه، وَاجتمعوا عِند بابه، فخرج من بينِ أَيديهِم لم يره منهم أَحد، وترك علي رضي الله عنه ليؤدي الأَمانات التي عنده، ثمَّ يلْحق بِه. وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى دارِ أَبِي بكرٍ رضي الله عنه ، وكان أَبو بكرٍ قد جهز راحلتين للسفر، فأَعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط، على أَنْ يوافيهِما في غارِ ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكرٍ إِلَى الغار، وَأَعمى الله المشرِكين عنهما،وفى يومِ الإِثنينِ العاشر من شهر رييع الأول سنة 622م دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ضحى، فخرج الأَنصار إِليه وحيوه بتحية النبوة.
أول خطوة خطاها النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد النبوي ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم بجانب قيامه ببناء المسجد,قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، وتسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يكون أساس الولاء والبراء إلا الإسلامواستطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة وبهذه الحكمة وبهذا التدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة.
معاهدة مع اليهود
كان أقرب من يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام وذلك من أجل توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد.
غزوة بدر
كانت قريش تعتزم ,وتفكر في القيام بنفهسا للقضاء على المسلمين، وخاصة على النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكن هذا مجرد وهم أو خيال، فقد تأكد لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش وإرادتها على الشر ,في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة،أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]. وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب،في رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان، ولكن أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل واستنفر أهل مكة، فخرجوا لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17رمضان سنة اثنتين للهجرة. ونصر الله رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم فقد كانوا ثلاثمائة وسبعة عشر وكان المشركون أكثر من ألف وأثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت معنويات المسلمين وعلت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، واهتزت قريش في أعماقها وخسرت كبار أعمدة الكفر، وأخذت تعد للثأر والانتقام. وبينما كان المجتمع المسلم ينمو ويجتذب إليه بقية قبائل المدينة ومن حولها، كان مشركو مكة يعدون العدة لموقعة تالية. وخلال سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية وداخلية.
غزوة أحد
اهتزت قريش بعد غزوة أحد في أعماقها وخسرت كبار أعمدة الكفر، وأخذت تعد للثأر والانتقام وفى 15 شوال من سنة 3للهجرة خرجت قريش بثلاثة آلاف مقاتل ومائتي فارس للانتقام من المسلمين وبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج بالمسلمين إلى أحد وفي الطريق نكص رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول و ثلاثمائة من أتباعه وعادوا إلى المدينة وتابع المسلمون سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم الرماة على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة، وبدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، وقتل عشرة من حملة لواء المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب، وتبعهم بعض المسلمين فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم، ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد هذه الحال فتغيرت موازين المعركة، وانسحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال.
غـزوة بني قينقـاع فتح مكة
كان محمد (ص) قد عقد صلحاً فى 628 م مع المشركين لمدة 10 سنوات سمى بصلح الحديبية وفى السنوات الاولى للصلح دخل الناس بالآلاف فى الاسلام إلا أن المشركين قد نقضوا هذه المعاهدة بعد سنتين فقط من عقدها وقاموا بقتل عدد من المسلمين داخل الحرم المكى وقد إستطاع واحد من المسلمين الذين نجوا من المذبحة أن يصل إلى رسول الله ويخبره بما حدث دون أن تدرى قريش بذلك ولا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدرا ونقضاً صريحاً للميثاق،ولذلك سرعان ما أحست قريش بغدرها، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة،وقررت أن تبعث قائدها أبو سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح وخرج أبو سفيان حسب ما قررته قريش ثم خرج حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً، فرفض رسول الله ذلك وامر رسول الله بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان المبارك 8 هـ سنة 630 م، غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجهاً إلى مكة، في عشرة ألاف من الصحابة، وخرج أبو سفيان مرة أخرى غلى رسول الله يتوسل إليةويخبره أنه مستعد لتسليم مكة من غير قتال ففرح رسول الله لذلك وعرض على ابو سفيان الاسلام فأسلم وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها. ودخل رسوا الله الحرم المكى وكسر الاصنام ثم دخل الكعبة وصلى داخلها وعفى عن جميع المشركين وعندما رؤا منة ذلك دخل جميعهم فى الاسلام.
وفاته
فى صفر سنة11هـ أصابتة الحمة واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه. وقد صلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، وطلب من زوجاتة أن يمرض فى بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، وقبل يوم من الوفاة أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته، وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم).وبدأ الاختصار فأسندته عائشة إليها، وهو يقول: (مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلي. اللهم، الرفيق الأعلي).كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلي. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحي من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام. ويعتبر المسلمون وفاة نبيهم محمد بن عبد الله أكبر مصيبة أصابتهم منذ بداية الأسلام وحتى الان ولا تعادلها مصيبة أخرى.