قلبي غرفة سرية بسيطة الأثاث.. تُفتح لك بين الحين والآخر دون شروط مسبقة، عليك فقط أن تعثر على المفتاح المعلّق بسلسلةٍ من حرير متدليةٍ إلى أعمق أعماق الروح. قد يعييك البحث، لكنك نجحت قبل ذلك واعترفت بعد أن جرّبت أن الدخول إلى قلبي متعة تستحق العناء.. فحاول مجدداً
في الزاوية، سريرٌ تلقي بروحك المتعبة فوقه وتبوح.. وإذا أعجبني البوح، سمحت لك بالمكوث ساعات، شهوراً أو سنين خارج الزمن، حتى تقرر أنت الانسلال خارجه
قرب السرير، مرآة ولا أدوات للزينة
فقلبي بسيط جداً يكره الألوان المزيفة، ولو أنه بدا لك أحياناً كشفرةٍ معقّدة يصعب حلها
في المرآة، سترى وجهك الآخر الذي نسيته، وإذا أمعنت النظر، ستراني في كل ملامحك، وسيلتبس عليك الأمر فلا تعرف أهو وجهك أم وجهي. وهذا هو سر المحبة
أرض القلب فضاء واسع، قد يخيفك السير عليها، فهي ليست أرضاً فعلاً، هي غشاءُ مائي كالسديم لن تحسن اجتيازه إلا إذا أعارتك الملائكة أجنحتها، وهذا شرط صعب، لكنه ممكن، عليك فقط أن تتعلم لغة الملائكة
في جدار القلب، كوةُ صغيرة كعين عصفور بلورية، يخترقها شعاع الحياة عنوةً، يجدد هواء القلب ويسقي عشبه بالنور لتبقى الغرفة السرية مخضّرة في انتظار مجيئك مسلّحاً بكل كلمات السر الممكنة.. وأنت تعرفها جيداً، لكنك تنساها أحياناً كثيرة
.. قلبي ليس مملكة، ولا هو هاوية، هو فقط قلبي
.. مرّ به، لا تحوله إلى مجرد غرفةٍ أخرى للانتظار