[font=Arial Black]فضل الصحابة فى نشر الإسلام
لايخفى لكل ذى عينين فضل الصحابة رضى الله عنهم فى نشر الإسلام فهم من حملوا القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام
ولا شك انهم تربوا في مجلس خير الخلق صلي الله عليه وسلم وهم ابر هذه الامه قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا قوما اختارهم الله لصحبة نبيه كانوا علي الهدي المستقيم والله رب الكعبه فقد رضي واعمقها علما واقلها تكلفا قوما رضي الله عنهم ورضوا عنه والمتعمق في سيرتهم يعرف انهم اسرع من رجع الي الحق حينما يذكر بالدليل عند الخلاف .
كانت حياتهم وأفعالهم وأقوالهم إمتدادا لأفعال وأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حفظوا عنه الأحاديث القدسية والنبوية وجمعوا القرآن الكريم فى مصحف واحد وذلك بداية من خلافة أبى بكر الصديق وبمشورة عمر بن الخطاب بعد أن استشهد عدد كبير من الصحابة حفظة القرآن فى حرب الردة ضد مسيلمة الكذاب الذى إدعى النبوة حتى أتمه عثمان بن عفان رضى الله عنهم وتناقلوها جيلا بعد جيل فقد تربوا فى مدرسة النبى صلى الله عله وسلم وقد كان نشاطهم كدعاة هو الذى دفع الإسلام بسرعة إلى ملايين البشر فى مختلف بلدان العالم . فقدأنتشر الإسلام فى قلب جزيرة العربية بوسائل الدعوة الرشيدة التى اتبعها الرسول ، وسرعان ما تطلع عليه السلام إلى أطراف الجزيرة العربية ؛ فأرسل الدعاة واستقبل الوفود ، ولاقت الدعوة كل نجاح بهذا الطريق أو ذاك ، بل تتطلع عليه الصلاة والسلام إلى الممالك خارج الجزيرة العربية فأرسللهؤلاء رسائل ومبعوثين ، ودق بذلك هذه القلوب ، فكان ذلك إيذانل بالتقدم الإسلامى الذى جاء فى العصور التىتلت عصر الرسول .
وسأعرض هنا لبعض الصحابة رضى اله عنهم فى عُجالة ومنهم
مُصعب بن عُمَيْر :
وهو أول الدعاة فقد اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذهب يثرب مع النفر الذين بايعو الرسول فى بيعة القبة الأولى ، وكان مصعب جديرا بحمل هذه المهمة ، فقد كان من السابقين للإسلام على الرغم مما توقعه من تهديد أمه التى كانت قوية الشكيمة ، تُهاب إلى حد الرهبة كما كانوا يقولون ، ونفذت أمه تهديدها فيه بعد أن دخل للإسلام ، فحرمته ما كانت تغدقه عليه من مال ونعيم ، واضطهده أهله وحبسوه ، ولكنه فر منهم وهاجر إلى الحبشة ، بيد أنه سُرعان ما عاد منها ؛ لأنه آثر أن يُواجه الشدائد على الفرار منها .
ويذكر الباحثون المسلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار مصعب الخير وهو يعلم أنه يعتمد عليه فى أخطر قضايا الساعة ، وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، فغزا قلوب أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه ، فدخلوا فى دين الله أفواجا .
وفى موسم الحج التالى عاد مصعب مع وفد المدينة إلى مكة ويُرْوَى
أنه اتجه إثر وصوله إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليروى له ما حدث فى المدينة ، فلما عرفت أمه خبر قدومه أرسلت له تقول : أنت ولد عاق ، تدخل بلدا أنا فيه ولا تبدأ بى ؛ فقال مصعب لحامل رسالة أمه : قل لها : ماكنت لأبدأ بأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
على بن أبى طالب كرم الله وجهه :
نال على من العلم والصفاء فيضا اكتسبه من عِشرته للرسول صلى الله عليه وسلم ومن نشأته فى بيته ، وبهذا يُمكن القول إت عليا كان أكثر المسلمين تأثرا بالرسول صلى الله عيه وسلم فى هذين المجالين
أما الحديث عن زهده فيوضحهأنه عاش عمره فقيرا اقتداء بسيد البِشرْ ، وكانت زوجته السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صل الله عليه وسلم تطحن بيدها حتى كلت هذه اليد ، وتحمل القربة حتى أثرت فى نحرها ، وكنست البت حتى اغبرت ثيابها ، ولما قص علىٌ على الرسول ألم إبنته الحبيبة من الطحن وحمل القربة ، وأعمال المنزل ، وأنها تحتاج إلى خادما يقيها ما تلاقى ، التفت لها
وقال : يافاطمة : إتتقى الله وأدِّى فريضة ربك ، واعملى عمل أهلك .وعن بظولته وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه البخارى من أن الرسول قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يُحب الله ورسوله يفتح الله على يديه . قال عمر رضى الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يمئذ ؛ فتطلعت للرسول رجاء أن أدعى لها ، ولكن الرسول دعا على بن أبى طالب وأعطاه الراية .
أما فصاحته فهى مضرب الأمثال ؛ فقد رويت عنه نصائح بعد أن آلت له الخلافة وهى نصائح تحمل البلاغة والبيان من جانب ، كما توضح من جانب آخر أنه فى مجال الفكر والخلق كان إنسانا مِثاليا .
وعلى هذا فقد كان على من أجدر المسلمين بمكانة الداعية ، وقد فتح الله الأبواب فى بلاد اليمن ، ويسَّر له كل صعب ، مما سهل إنتشار الإسلام فى هذه البقاع .
أبو عبيدة بن الجراح ( أمين الأمة ):
هو من السابقين الأولين إلى الإسلام ، ومن مريدى مدرسة الأرقم بن أبى الأرقم ، ومن هنا فقد كان فى مقدمة القافلة فى العلوم والمعارف وغيرهما من الصفات اللازمة للداعية .
وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ، ولكنه سرعان ما عادليقابل أى خطر من أجل دينه ، فلم يكن بالذى يرضى بالهرب ويُؤثر السلامة ، وهاجر بعد ذلك إلى المدينة ، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة بدر وغزوة أحد وبقية المشاهد جميعا .
ولأبى عبيدة فى غزوة أحد موقف جدير بالذكر ، ففى هذه الغزوة سقط الرسول فى حفرة أعدها المنافقون ، وشجَّ فى رأسه وجرح صلوات الله عليه ودخلت حلقتنا من حلقات المغفر فى وجهه ، فتقدم أبو عبيدة وانتزعها ولم يتم ذلك إلا بعد أن سقطت ثناياه ( أسنانه الأمامية ) ، وهذا موقف يدل على السماحة والتضحية
وجاء الرسول وفد نجران وأعلنوا إسلامهم ، وقد طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث معهم من يُعلمهم القرآن ، وعلوم السنة والفكر الإسلامى ، فقال : صلى الله عليه وسلم لهم : لأبعثن معكم رجلا أينا حق أمين ، حق أمين ، حق أمين ، وسمع الصحابة هذا الوصف فتمنى كل واحد منهم أن يكون هو الذى قصده الرسول صلى الله عليه وسلم ، فدعا إليه أبى عبيدة بن الجراح وقال له أخرج مع هؤلاء ، علمهم ، واقض بينهم فيما اختلفوا فيه .
وأصبح أبو عبيدة منذ ذلك الحين يُعْرَف بأمين الأمة .
وعندما فتح الشام وكان أميرا لها ، وزار عمر بن الخطاب رضى الله عنه الشام آنذاك ، ودخل بيت أبو عبيدة ، فوجد مظاهر الخشونة بارزة فيه ، فسأله عمر : لم لم تتخذ لك منزلا أطيب مُقاما وأطيب أثاثا ؟ فأجاب : هذا يُبلغنى المَقيل ، أى هذا يكفينى ما بقى من العمر . وعندما فشا الطاعون فى بلاد الشام بعث عمر يستدعيه لينجو أبو عبيدة من الموت ؛ فكتب له عمر كتابا يقول فيه : إنى عرضت لى حاجة أريد أن أشافهك فيها ، ولكن أبو عبيدة أدرك ما أراده عمر ، وعز عليه أن يترك جيش المسلمين وينجو بنفسه ، فكتب إلى عملر يقول : إنى قد عرفت حاجتك إلى ، وإنى فى جند المسلمين لاأجد بنفسى رغبة فى فراقهم ، فحللنى من عزمك يأمير المؤمنين .
وجاء الكتاب إلى عمر ، فلما رآه بكى ، فسأله الناس : هل مات أبوعبيدة ؟ فأجاب لا ، وكأنه قد مات . ومات أبو عبيدة بعد ذلك فى وسط الوباء ..
معاذ بن جبل :
ترك الرسول صلوات الله عليه مُعاذا الأنصارى بمكة عقب فتحها عندما أراد الرسول العودة إلى المدينة واختيار معاذالهذا العمل إختيارانبنى على حكمة عليالاحظها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ففيه ـ بالإضافة إلى صفات العلم والإيثار والشجاعة وسماحة النفس ـ تكريم للأنصار أن يُصبح شاب من شبابهم داعية للإسلام بمكة ، ثم إن مصعب بن عمير الذى أرسل من مكة للهداية والتعليم بيثرب يُقابله واحد من الأنصار يبقى فى مكة لنفس الغرض .
وكام معاذ من السابقين للإسلام من أبناء يثرب ، وقد حضر بيعة العقبة الثانية حيث دعا أهل يثرب الرسول للهجرة وتعهدوا بحمايته ، ومنذ ذلك الحين وهو يقف بجوار الرسول مُريدا مُجاهدا وكان رضى الله عنه جوادا كريما حتى ذهب جوده بكل ما يملك وكان حريصا على العمل بالعلم ، وهو فى ذلك يقول : تعلموا ما شئتم فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعلموا به ، وبالإضافة إلى العلم وسماحة النفس والرغبة فى العطاء كان معاذ يمتاز بالحكمة والفكلر والقدرة على الإجتهاد ، ولذلك اختاره النبى صلى الله عليه وسلم ليكون داعية الإسلام باليمن ، وقاضى الجماعة هناك .
ومات معاذ فى بلاد الشام وكان قد هاجر إليها بعد فتحها ليعلم أهلها وينشر الإسلام بها ، وعندما مات أبو عبيدة والى الشام ولاه عمر بن الخطاب مكانه ولكن عمره فى اولاية لم يكن طويلا ولاقى هناك ربه .
وعندما حانت وفاة عمر وسأله المسلمون أن يُولى عليهم له خلفا كان فيما قال لهم : .... ولو كان معاذ حيا لوليته بعد أن سمعت التبى صلى الله عليه وسلم يقول : معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة . وهكذا نجد معاذا رائد عظيما من رواد الدعوة فى الإسلام .
ولقد أوردت هؤلاء الصحابة الأجلاء كنموذج للدعاة ولكن يبقى الكثير منهم ممن كان لهم أثر فى الدعوة لدين الله والتى إنتشرت فى عهدهم وسأكتفى بذكر بعض منهم وهم الخلفاء الراشدون الذين جهزوا الجيوش وإرسالها لمختلف بقاع العام حتى إنتشر الإسلام وأصبحت الدولة الإسلامية ذات حدود مترامية شملت مختلف البلدان سواء داخل الجزيرة العربية أو خارجها مشتملة على دولا فى آسيا وأفريقيا واوروبا .
وأختم مقالتى فأقول وقوله الحق : ( إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره ، إنه كان توابا ) . وصنعوا تاريخه المجيد . فقد كانت حياتهم جميعا مثلا يُحْتذى به