موضوع: قصــه حــــب الجمعة فبراير 12, 2010 1:21 pm
التقته وهى فى الثلاثين من عمرها فى وقت ظنت انها فقدت القدره على الحب والحلم والامل وبعد ان مرت بظروف حملتها من الالم فوق طاقتها وبعد ان اتسعت الفجوه بينها وبين الفرح واصبحت السعاده من مستحيلات حياتها عندها جاء هو بقلبه الكبير وببحور حنانه الباحثه عن انثى تكون نصف قلبه الآخر اقترب منها كالاحلام الهادئه عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمه وطرق بابها فى اشد مراحل عمرها ظلمه ليمنحها باقه من النور لم يكن آخر اطواق النجاه بالنسبه اليها بل كان الشاطىء والقبطان والسفينه غيرها تماما نسفها داخلياً وخارجياً لون كل المساحات السوداء فى داخلها فتعلقت به تعلق الام بطفلها وتعلق الانثى بفارسها وتعلق الانسان بوطنه وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيله سنواتها اقترب من اعماقها اكثر ملأ احساسها كالدم وملأ حياتها كالهواء كانت تنام على وعوده وتستيقظ على صوته تمادت معه بأحلامهما منحت نفسها حق الحلم كسواها حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء وبقدره الهيه تهديه اياها وبليله من العمر تجمعهما فى جنه فوق الارض تعيش فيها معه كان رجلا رومانسيا شفافاً بادلها احلامها بنقاء لم تكن بالنسبه اليه حكايه يسعى الى انهاء دوره فيها ولم يكتبها رقما فى اجندته ولم يسجلها موعداً قابلاً للانتهاء كانت شيئاً آخر احساساً مختلفاً وامرأه لايمكن تصور حياته من دونها اعتادت وجوده فى حياتها تماماً كما اعتاد وجودها فى عالمه كان احساسهما طاهراً نقياً لم تدنسه مواعيد الغرام ولم تلوثه اللقاءات المحرمه كان يصونها كعرضه وكانت تحفظه كعينيها سألها يوماً : ماذا لو خنت؟ قالت : سأقتلك قال : وماذا لو مت؟ قالت : ستقتلنى عندها أدرك انها امرأه ترفض الحياه بغير وجوده فتمسك بحياته اكثر وتمنى ان يعيش الى الابد كى يجنبها الم فقدانه وفجيعه رحيله منذ ان عرفته وهى تعشق المساء جداً ففى المساء يأتى صوته حاملاً لها فرح العالم كله ويعيدها رنين الهاتف حتى يبادرها متسائلاً : (( من تحبين اكثر ؟ أنا ؟ ام أنا ؟ )) فتجيبه بطفوله امرأه عاشقه : (( احبك انت اكثر .. من .. انت )) ثم يتجولان معاً فى عالم من الأحلام الجميله وهذا المساء انتظرت صوته كالعاده ومرت الدقائق تلتها الساعات شىء ما فى قلبها بدأ يشتعل شىء ما تتجاهل صوته لكنه يلح شىء ما يصرخ فيها انه لن يعود وشىء ما يوقظ فى داخلها كل شكوك وظنون الانثى فى لحظه الانتظار ترى هل نسى ؟ هل خان ؟ هل رحل ؟ ومع أول اشعاع نور الصباح حادثها احدهم ليخبرها بضروره وجودها فى المستشفى لان احدهم يصر على رؤيتها قبل دخوله غرفه العمليات وهناك التقته باسماً فى وجهها كعادته برغم الألم قال لها (( سامحينى )) اعلم ان رحيلى سيسرق منكِ كل شىء واعلم كيف ستكون لياليكِ بعدى واعلم مساحه الرعب التى سيخلفها رحيلى فى داخلك واعلم انه لا شىء سيملأ الفراغ خلفى واعلم كم ستقتلك البقايا واعلم تحت اى مقاصل العذاب ستنامين واعلم انى قد خذلتك واعلم انك ستسامحين ومضى الى مصير تجهله كانت رائحه الوداع تملأ حديثه لكنها تعلقت بآخر قشه للأمل وانتظرت انتظرت انتظرت وكانت تردد بينها وبين نفسها ماذا لو انه رحل ؟ ماذا سيكون لون حياتها ؟ بل ماذا سيتبقى من حياتها ؟ لم تحتمل ثقل سؤالها فجلست فوق الأرض ما عادت قدماها تقويان على حملها استندت الى الجدار فى انتظار حكم الحياه عليها ومن بعيد لمحته يأتى يتقدم نحوها انه الطبيب الذى اجرى له العمليه تمنت ان يقف مكانه ان لا يتقدم اكثر ان لا يفتح فمه بنبأ رحيله دقات قلبها تزداد .. انفاسها تتصاعد ترى .. هل رحل ؟ أغمضت عينيها ووضعت يديها على اذنيها لا تريد ان تسمع لا تملك القدره على ان تسمع نبأ كهذا النبأ لا احد يعلم كم من الوقت مر قبل ان يصلها الطبيب ربما لحظات .. ربما سنوات لكنه اخيراً وصل وقف امامها باسماً .. قائلاً كتب له عمر جديد يا سيدتى نجحت العمليه وسيعيش وانتظر ان ينطلق منها صوت الفرح لكنها صمتت لم تنطق ولن تنطق ابداً لقد رحلت .. قتلها الانتظار والخوف والترقب عفواً انها امرأه وصلت بتعلقها به الى درجه رفض الحياه فى غيابه هل توجد مثل هذه المرأه الأن ؟ هل يوجد مثل هذا الرجل الأن ؟ وبعد ان ارعبنا المساء تـــــــــــرى ؟ من قتل من ؟
الطير الحزين مراقب عام
الجنس : المساهمات : 2000العمر : 38الموقع : هنا عند ولاد المصــــرى السمعه : 6النقاط الذهبيه : 2578تاريخ التسجيل : 07/07/2009
موضوع: رد: قصــه حــــب الجمعة فبراير 12, 2010 3:33 pm
موضوع: رد: قصــه حــــب الجمعة فبراير 12, 2010 5:51 pm
التقته وهى فى الثلاثين من عمرها فى وقت ظنت انها فقدت القدره على الحب والحلم والامل وبعد ان مرت بظروف حملتها من الالم فوق طاقتها وبعد ان اتسعت الفجوه بينها وبين الفرح واصبحت السعاده من مستحيلات حياتها عندها جاء هو بقلبه الكبير موضوع جميل تقبلى مرورى