حبـــــك برص يا سيــــدتي...

لدي زميلة في عملي .. تأكل هذه الجملة من فمي يومياً قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم .. بيد أني لا أشعر أنني أظلمها .. على العكس أشعر أنها تستحق أقسى من هذا الرد .. كلما تفوهت بهذه العبارات السطحية في أحاديثها مع العامة.. على الشكل التالي : إي حبيبي .. نعم ياروحي .. وين صرت ياقلبي .. أوكيه ياعمري .. آسفة حياتي .. إلخ ..
والملفت أن لا أحد من كل اللذين تخاطبهم وتنعتهم بحبيبها وروحها وعمرها وحياتها .. هو حبيبها أو روحها أو عمرها أو حياتها ..

وبناء عليه كنت أتعمد كلما قالت لي حبيبي أن اقول لها مباشرة : حبك برص .. أو إذا قالت روحي ..على الفور أرد عليها : تروح روحك ..

أعرف أن هذا الرد يزعجها .. وبصراحة هذا هو المطلوب ..

كانت تكتفي هذه المتسطحة المحدبة دائماً برد فعل ممتعض في ملامحها .. ولكن ذات يوم استوقفتني وقررت أن ترد علي بالكلام حيث قالت لي : لماذا ترد علي بمثل هذه العبارات القاسية .. ؟ .. قلت لها : أية عبارات .. فأجابت : مثلاً عندما أقول لك حبيبي أو روحي أنت تقول لي حبك برص وتروح روحك ..

ضحكتُ بتصنع وكدت أتقيأ وأنا أفتعل الضحكة .. ثم أجبتها : وهل أنا حبيبك ؟.. قالت ببديهية : طبعاً لا .. سألتها مجدداً : وهل أنا روحك ؟.. عمرك ؟.. حياتك ؟..

أجابت بسرعة : لا لا طبعاً .. ولكن هذه مجرد مصطلحات عفوية تخرج من فمي ولا أعنيها بالمطلق .. قلت : وهذا هو بيت القصيد .. هذه الكلمات لا يجب أن تتفوهي بها لأحد إن كنت لا تعنيها ..

فأجابت وكأنها أوقعت بي : هل أفهم من كلامك أنك تتمنى أن تكون حبيبي ؟ .. قلت لها : لا ..بل أتمنى ألا تنادني بحبيبي طالما أني لست حبيبك ..

قالت : ولم ..؟

قلت ببساطة : لأنني لست حبيبك ؟..

ثم أردفتُ بشيء من الحدة : ولأن الحب يحتاج إلى بعض الاحترام .. على الأقل.. بعض الاحترام ..

فإذا كنتُ أنا وعباس وتحسين وأبو علي تنعتيننا بحبيبي وروحي وعمري .. فبماذا إذاً ستنعتين حبيبك الحقيقي كي يشعر أنه يتميز عن غيره من البشر بالنسبة إليك ؟..

هدأت .. وكمدت .. وزوت بعينيها قليلاً .. ثم نظرت إلي وقالت لي حازمة مقسمة : أعدك .. بل أقسم لك ألا أتفوه بأية كلمة معك أنت بالذات .. دون أن أعنيها .. قالت ذلك وغادرتني متأثرة .. مفكرة .. حائرة ..

قلت في نفسي : عظيم .. آن لها أن تفهم أن الحب وإن كنا لا نتقنه ولا نحترفه .. فعلينا على الأقل أن نحترمه.. فنحترم كل مصطلحاته ونقدر كل مفرداته المشتقة منه لا أعرف لماذا يزعجني هذا الأمر .. إنه أشبه إلي بذكر الأشياء المقدسة والثمينة في دورات المياه والمراحيض .. أعزكم الله .

ألا يكفي أن مجتمعنا يغص بأشباه العاشقين .. وأنصاف المحبين .. وتجار الحب المرتزقة في السوق السوداء ..هذا ماأردت وحاولت أن أقوله لتلك المربعة المستطيلة طيلة هذه الأيام .. ويبدو أن الرسالة قد وصلتها أخيراً .

ولكن المضحك .. أنها في الصباح التالي .. عندما مرت من أمامي قالت لي وهي مقطبة الحاجبين : صباح الخير حبيبي .. وأكملت طريقها إلى مكتبها .. سرعان ما استوقفتها والغيظ يقطر من وجهي قائلاً : ما قصتكِ يا امرأة ؟.. ألم تقسمي لي البارحة ووعدتني بأنك لن تنادني بكلمة دون أن تعنيها ؟!..

توقفت عن السير والتفتت إلي وثمة ابتسامة غريبة في عينيها .. وقالت بهدوء وثقة : وأنا على الوعد , ولم أحنث بقسمي أبدا ..

ثم غادرتني .. وتركتني مفكراً .. حائراً .. و .. حسناً , سأعترف .. و باسماً .

ههههههههههههههه

الله قصة جميلة جدا فعلا

تقبل مرورى

الله عليك يا زيكو والله على العنوان جامد جدا يخلى البنات تعترض ويحدفوك بالطماطم انا جاى اهدى النفوس سلامو عليكو

هههههههههههههههههههههههههههههه

هو ده سر الخلطه بقي تسلمي يا ليالي

تسلم يا حماده احلي مرور ليكو