ربما يعاني البعض في فترة ما من الضيق أو الخوف أو القلق أو الإضطرابات وغيرها من المشاكل العصرية.
وأمام هذه المشاكل هناك من يختار أسلوبا سلبيا هو اليأس والإنتحار.
حين تضعف الإرادة وتلين العزيمة فإن النفس تنهار عند مواجهة الإنسان في موقف أو مجموعة مواقففإنه يصاب باليأس الذي الذي يكون بمثابة قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والإجتهاد لتغيير واقعه بسبب سيطرة اليأس على نفسه وتشاؤمه من كل ما هو قادم قد ساء ظنه بربه وضعف توكله عليه وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده. إنه عنصرنفسي سيئ لأنه يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالقلق والألم ويقتل فيه روح الأمل .
أتعجب من الناس اليائسين من أنفسهم ومن من حولهم وهم دائما يجيبونك قائلين: فقدت الأمل في الحياة وأريد أن أموت ! صحيح أن الحياة أصبحت معقدة لكن التشاؤم يزيدها تعقيدا اليأس والإنتحار نتيجتان لبعض الحالات العصبية للذين لا إيمان لهم بالخلود ولا إيمان لهم بأفراحهم وآلامهم .
غير أن وسائل الإنتحار تعددت واختلفت عما اعتدناه من قبل من شنق النفس أو تناول مادة سامة فاصبحنا نجد من يضرم النار في نفسه احتجاجا على من لا يوفرون له فرصة شغل واحدة وهو الذي أفنى شبابه ووقته في التحصيل والعلم وما أكثر هذا النوع .
هناك من تلقي بنفسها بين أحضان أول رجل يطرق بابها حتى لو كان في سن جدها المهم هو جيبه وأمواله وما سيوفره لها من فيلا فاخرة ومن سيارة ومستوى عيش رغيد حيث تقتل فيها كل المشاعر والأحاسيس وتتحول الى لحم رخيص يباع ويشترى بابخس الأثمان
وهناك من ألقى به الفقر والحرمان بتفجير نفسه والتحول الى أشلاء تتقادفها الكلاب والقطط الضالة كنوع من الإنتحارالتعبير عن عدم الرضى بالمكتوب والإحتجاج على أنواع من الممارسات والإنتقام من كل شئ ومن لا شئ
مادام الإنسان حيا يتحرك فلا ينبغي له أن ييأس هكذا علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم فقط دخل عليه حبة وخالد ابن خالد رضي الله عنهما وهو يصلح شيئا فأعاناه عليه فقال صلى الله عليه وسلم: << لا تيأسا من طلب الرزق ما تهززت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله عز وجل>>.
بقليل من القناعة والإيمان بالقضاء والقدر يمكننا اجتياز حالات اليأس التي تجتاحنا من حين لاخر وبكثير من الحركة والبحث والتنقيب نتخطى الشعور بالملل والضجر من كل شئ وقبل كل شئ الثقة بالنفس تعزز الهدف وتصلك بالمبتغى مقرونة بالصبر والجهد[b]