ورقة خضراء تتقافز على ايقاع الريح الباردة
تناولتها .. نفضت عنها الغبار .. كانت حوافها مصفرة
كانت يوما مضى
قديما لم اكن احصى الايام .. تساقطت الاف الاوراق
واغبرت واصفرت ثم جفت وتفتت وذرتها الرياح لم اراها ..
فقط كنت المح الفروع فى الشجرة العملاقة تتعرى
واللون الاخضر يشحب ويبهت ويغيب فاحزن قليلا ثم انسى ..
لم اعد اقوى على النسيان
لم اعد املك شجرة .. واسالك : " كم شجرة تملك ؟"
اشجارك مورقة وارفة الظل .. قد يحلو لك ان تنزع منها
الف ورقة وتلقيها فى عرض الطريق ..
قد تثيرك لعبة النسيان
واللعبة مازالت طفلة تحبو على درج الايام ..
تتعلق بين ذراعى تغفو فى احضانى ..
احلم يا دنياى بيوم من ايامك
احلم ان اصبح يوما من عمرك .. او حتى من ازمانك ..
احلم ان ابقى ورقة .. ورقة لا تنفضها الريح .. لا تنزعها من شجرة اقدارك ..
اجلس وحدى .. اغرق .. اغرق مع اشواقى فى موج الليل
الهامس فى آذان البحر .. اتسمع صوتك عند السور ..
استرجع ومضة سحر فى عينيك ..
افتح صدرى لاضم ضياء البدر فى كفيك .. الثم كفى ..
اقبضها حتى اعتصر القلب .. ترتعد الخفقة كالطير المذبوح ..
يرتجف جناح مع لمحة شمس مولودة ..
اهرع صوب البحر .. اغمس جرحى فى الماء الملحى .. يشتعل الجرح
ويمضى النهار اكتب فوق رمال الشاطيء قصيدة شعر ..
مرثية فى يوم قد ضاع .. وتبدو الابيات حزينة ..
احفظها حتى القاك .. واسال وانا اكتب شعرى فيم تفكر؟
واين تبحر بك امواج الحنين ؟ واسمعك تجيب
" اه لو تدرين .." وكم ادرى .. فكل الزمن المتراكم قدرى ...
تمر الايام ولا تبقي لى يوما .. لا تترك لى الا سرابا ..
يخدعنى النبع الموعود .. الهث جريا نحو الواحة
خلف تلال الكرم الاخضر .. كنت هناك ..
تعبث اصابعك بخصلة شعر رعناء
اسرع بخطواتي .. اندفع اليك ..
افتح ذراعى فاحتضن الصحراء .
يسقط يوم اخر .. يصبح بعض رمال .. تتسرب من كف العمر
اجثو فى الارض القفر .. اجمع حبات الرمل ..
اصنع بالوهم سرابا .. يوما لم يحدث .. يوما قد يحدث..
يوما قد ينبت شجرة .. والشجرة قد تنبت ورقة
دائمة الخضرة لا تسقط ..
واحيانا ..
نسترجع يوما .. او اياما ..
قد ضاعت فى زمن الاوهام