بسم اله الرحمن الرحييم .....
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.....
**التسامح من أعظم أسباب دخول الناس في هذا الدين***
لقد أثبت المسلمون الأوائل أن التسامح مع الآخرين هو الأصل في التعامل معهم وشهدت معاهداتهم وسيرتهم بذلك ، فقد صالح أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه
الأمة أهل الشام على الإبقاء على معابدهم من الكنائس والبيع داخل المدن وخارجها مصونة لا يهدم منها شيء ولا يغير من معالمها شيء, وصالحهم على
حقن دمائهم وحفظ حياتهم , وصالحهم على الدفاع عنهم وحمايتهم من اعتداء من يهم بالاعتداء عليهم، وصالحهم على أن من قاتلهم أو ناوأهم وجب على
المسلمين أن يقاتلوه , ويدفعوه عنهم بقوة السلاح , فهل هذه المبادىء يُمكن أن تصور على أنها استكراه للناس للدخول في دين الله ؟ أو يشم منها رائحة غزو
مادي لنهب ثروات أو جمع أموال ؟ !.
لقد رأى أهل الذمة في هذه المصالحات معاني العدل والرحمة , ولمسوا وفاء المسلمين لهم بشروطهم ؛ فما كان منهم إلا أن صاروا أعواناً للمسلمين على
أعدائهم ودخلوا في دين الله أفواجاً وبهذه السماحة فتحت بلاد الشام , وكم من بلاد فتحت بالقرآن كدول أفريفيا وجنوب شرق آسيا وبلاد الهند وذلك لما لمسه
أهل هذه البلاد من سماحة الإسلام في تعاملهم مع التجار، بل كانت المرأة من أهل الشام تأمن على نفسها بحضرة الصحابة أكثر من أمنها على نفسها بحضرة
أبيها .
إن المتتبع سيجد أن المسلمين هم أحرص الناس على الرفق والسماحة في تنفيذ العهود والمصالحات وأن هذا من أعظم أسباب سرعة انتشار الإسلام , ولم
تكن هذه السماحة هي منهج أبي عبيدة وحده رضي الله عنه بل كانت المنهج الذي أقام الإسلام عليه دعائمه متمثلاً في الكتاب والسنة , حُكي أن القائد قتيبة بن
مسلم لما دخل سمرقند اشتكاه أهلها إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله فرفع المسألة إلى القاضي المسلم فتبين للقاضي أن قتيبة دخلها دون دعوة
أهلها للإسلام أو الجزية أو القتال ،- وكان قتيبة قد توفي وتولى نائبه- فحكم القاضي بخروج الجيش المسلم من سمرقند حتى يتم دعوة أهلها وإعلامهم ,
وخرج الجيش المسلم فما كان من أهل سمرقند إلا أن أعلنوا إسلامهم ودخلوا في دين الله , لقد رأى أهل الذمة وغيرهم وفاء المسلمين لهم بشروطه
م وشاهدوا حسن سيرتهم وجربوا معاملتهم فوقفوا معهم مخلصين.
فهذه هي سماحة الإسلام التي تنبع أساسا من التمسك بالدين ،لا ما يروج له الآخرون من أن السماحة تعني التخلي عن الدين.
إن الذين يتهمون الإسلام بعدم السماحة إما جاهلون به وإما أنهم عالمون لكنهم مغرضون ،وإن تاريخ المسلمين قديما وحديث لخير شاهد على سماحة هذا
الدين ،وإن الحقبة الأخيرة لتشهد أن التعصب وعدم التسامح لهو صفة من صفات غيرنا ممن استباحوا دماء المسلمين وأعراضهم وأرضهم وأموالهم في
البوسنة وكوسوفا وفلسطين و...وغيرها.
ارفع يدى دائما لرب الكون لعلنى لن ابقى غير زكرى يوما ما يوما اكون بين يدك يارحمن يارحيم
فلن اجد غير شفاعه من رسولك الكريم ورسولنا الحبيب الهم ياحبيب تقبل منا ومن آمان بك وبرسولك عليه
افضل الصلاه والسلام